بسم الله الرحمن الرحيم
يرجع معظم العلماء و خبراء الكمبيوتر نشأة الكمبيوتر و تطوره إلى ما بعد خلق الإنسان أو بالأحرى مع بداية إستقرار الإنسان البدائى و إنتقاله من حياة التجوال بحثاً عن المأكل و المشرب إلى حياة الإستقرار و اتخاز الكهوف سكناً له
حيث انه كان لازماً عليه تطوير اسلوب معيشته من مجرد العثور على طعامه اثناء تجواله فى الأرض إلى توفير هذا الطعام من خلال تربيته للماشية و زراعتة للأرض للتكيف مع وضعه الجديد و هو الأستقرار فيما يشبه الأكواخ و الكهوف
و بذلك بدأ هذا الإنسان البدائى فى الزراعة و رعى الماشية و الأغنام و عندما زاد انتاجه من الزراعة و رعى الماشية واجه مشكلة ( عد ) ما يملكه من ثروات زراعية و حيوانية و مع ظهور تلك المشكلة كانت النواة الحقيقية التى اودت بالبشرية أجيال بعد أجيال إلى اختراع الحاسب الألى
و تصور العلماء من خلال ما وجدوه من آثار حقبة الإنسان البدائى أن ذلك الإنسان بدأ أول خطواته لحل تلك المشكلة بأن يعد و يحسب إنتاجه و ثرواته من خلال أصابع اليد فأصبح يعد و يحسب مستخدما اصابع اليد ثم ظهرت مشكلة أخرى و هى ان يقوم بحفظ و استذكار ما قد قام بعده و حسابة
لذا فإن ثانى خطوة من خطوات الطريق إلى الحاسب الألى بدأت من انتقال الأنسان من الحساب مستخدما يده إلى الحساب و العد بالإستعانة بالحصى الصغير و أعواد الخشب الصغيرة ليرمز إلى الحيوانات بالحصى ( أى عندما يعد حيواناً فإنه يضع قطعة من الحصى ) و بالتالى فإن مجموع تلك الحصوات يكون مساويا لمجموع ما لدية من ثروة حيوانية و كذلك الأمر بالنسبة إلى الزراعة حيث أنه لجأ لتمثيل كمية معينة من ناتج الزراعة بعود من الخشب و عند انتهاءه من تمثيل المحاصيل بعيدان الخشب يصبح لدية عدد معين من العيدان مساويا لما لدية من الناتج من الزراعة
مختصر ما سبق : ان الأنسان عندما بدأ حياة الإستقرار بدأ يوفر غذائة عن طريق الزراعة و رعى الماشية ثم واجه مشكلة عد و حساب ثرواته فلجأ إلى العد مستخدما اصابع اليد ثم استخدم العصا و الحصى للعد
بدأ الإنسان إلى اللجوء إلى طرق اخرى غير طريقة العد عن طريق استخدام العصى و الحصى و ذلك من خلال استخدامه لتمثيل الكمية التى مثلها بعصى واحدة أو بقطعة واحده من الحصى برمز كتبة على جدران الكهف الذى يسكنه و تمثل هذا الرمز فى ( | ) للرقم واحد و ( || ) للرقم اثنان و هكذا فيما عرف بعد ذلك بعلامات ( تاللى )
و هذه صور حقيقية لإحدى الكهوف و منقوش على جدرانها أول نظام للعد عرفته البشرية